ميســـي . . وشـــاعـــر المليـــون . . .

سلام عليكم

بعد انقطاعٍ طويل عن البلاي ستيشن و كرة القدم, و شد الأعصاب, و مشاكسة الأصحاب. لعبتُ مباراة كرة قدم مع أخي الصغير -قدّس الله سرّه و أدام ظلّه- إختار فيها الفريقَ الأسباني "برشلونة" أو "البرشا" كما يسمّيه محبّوه

بدأتُ المباراة.....و بعد أقل من دقيقة لمحتُ لاعباً ينساب بين اللاعبين بسهولة عجيبة و كأنه زئبق, لا يمنعه شيء. إتهمت أخي بالتلاعب في قدرات اللاعبين مستغلاً جهلي باللعبة, إذ لا يعقل أن يتلاعب هذا القزم المدعو "ميسي" بلاعبي فريقي هكذا و هم لا يتحرّكون كأنهم أجذاع نخل خاوية.

فـ أجاب أخي قائلاً "ياخي هذا ميسي و هو هكذا في الطبيعة"
لم أتقبّل جوابه خاصة و أن ابتسامته الصفراء و نظرته الخبيثة لا توحيان أنه صادق.

أكملت المباراة و في نفسي شيء من ميسي هذا, و لا أرى سبباً لذكر نتيجة تلك المباراة المشؤومة.

مرت شهور و شهور

و قبل يومين دخلتُ غرفتي التي لا فرق بينها و بين روضة أطفال لفوضويّتها و قلت بلغة إنقليزي مكسّرة

What a messy!
يالها من فوضى!

messy?
تذكرت القزم, ذلك اللاعب الإلكتروني

قلت في نفسي "قاتلك الله يا ميسي" من يأتني بخبر ميسي؟؟
قال العفريت يو تيوب "أنا آتيك به"

ذهبت الى اليوتيوب لأشاهد النسخة الحقيقية من هذا اللاعب الإلكتروني .

و بعد أن شاهدتُ ما شاهدتُ أقول :

ميسي ليس لاعبَ كرة, بل هو شاعر ينثر قصائداً أندلسيّةً عصماء في أرضٍ أسبانيّة خضراء .
ميسي شاعر مطبوع لا مصنوع , ميسي لا يسرق الشعر من دواوين الفصيح ليخط قصيدةً نبطيّة ركيكةً في برنامج شعري ليربح المليون, بل جمع قصائد الراحلين حتى نمت لديه ملكة الشعر فـ أصبح يخطُّ في كل موعدٍ قصيدةً بقدميه الخفيفتين .

ميسي لا يسهر و يدخّن "الحشيشة" لكي يصل الى مرحلة "السلطنة" و يستخرج القصيدة من بحر الشعر بعناء , بل يكتب القصيدة الكروية بسهولة عجيبة كما نكتب أنا و أنت السطرَ و السطرين .

ميسي يسترجل القصائد ارتجالاً , فهو شاعر محاورة أيضاً فكلما حاوره شاعر "بتسجيل هدف" جاوبه في حينه .

قصائد ميسي إرجنتينية , لكن بحور شعره أسبانية .

تُطفأ الشاشات , و تُغلق الملاعب , و ينام الجمهور , وتبقى إبداعات ميسي تجوب العالم كلّه و بكل اللغات .


إسمعني أيها القزم العجيب ميسي

إنّهم يقدّمون عليك من هم أقل منك موهبةً , فقط لأنهم أكبر منك سناً وأقول لهم

Age is just a number
العمر مجرّد رقم !

و تبقى الأفضل بعد اعتزال ناطح الطليان زين الدين زيدان

و ليبارك الله البرشا و أبناءه البررة و جمهوره صاحب الذائقة الرفيعة .
و لتذهب باقي الفرق إلى الجحيم إذا لم يكن بها مثل ميسي .


يقولون في ميسي عيب وحيد فقط وهو أنه أشول "يشوت باليسرى أو العسمة على قولة أهل الاحساء" و أقول أن كل لاعب كامل بحاجة الى عيب ليقيه شرّ العين


ما كان أحوج ذا الكمال إلى
عيبٍ يُوقّيه من العين ِ


لا أحبّ مشاهدة الكرة كثيراً , لكن ميسي يرسمُ لوحات جميلة تأنس لها عينُ أكثر الناس جهلاً بكرة القدم .



ميسي يذكّرني بالشاعر العذب "جرير"
سلس وعذب و سهل .

...

أما كريستيانو رنالدو فـ يذكّرني بالشاعر الفخم "الفرزدق"
شاعر جزل لكن أخلاقه من جنب القدّة تجارية .




وبـــالنهـــايـــه /

آســـف ع الإطـــالـــه

أخـــوكـــم /

هيما 77