قصة انسانية في كوورة اسبانية

بسم الله الرحمن الرحيم

اخواني و اخواتي الاعضاء ، السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

موضوعي هذا يتكلم عن قصتي شخصيا

و هي قصة لا تخلو ايضا من الحزن و الفرح

الغرض من هذه القصة هي اعطاء فكرة بسيطة للأعضاء عن كرة القدم في اسبانيا بشكل عام

قبل ان ابدأ القصة برأيي ان تأتوا بفنجان قهوة .هههه

جنسيتي هي اسباني من اصول عربية و بالاصح عراقي من مواليد 1975

عندما كنت صغيرا عشت في احياء النجف الاشرف في العراق و كنت دائما اذهب مع والدي

الى الملعب الذي بجوارنا فهو يعشق كرة القدم كثيرا و خاصة الكرة الاسبانية

منذ ذلك الزمن تخيلوا، فهو يعشق المنتخب الاسباني كثيرا

و في السادسة عشر من عمري و عندما كنا في حال لا يحسد عليه من اثار الحرب

و قلة الغذاء هاجرنا الى اسبانيا مع جميع عائلتي وعشنا هناك في منطقة مايوركا التي يحيطها البحر

بشكل رائع.

ثم في اسبانيا حينما ذهبنا استقبلونا مثل من يستقبلوا اخوانهم و انا تفاجأت من هذا الاستقبال

لقد اعطونا منزل بأكمله وصرفوا لنا رواتب شهرية و ادخلوني المدرسة انا و اخوتي

و لا يجعلوننا نشعر بالعنصرية او الغربة.

ثم بدأت ادرس هناك والعب كرة القدم مع اصدقائي الجدد الذين تعرفت اليهم ولكنني كنت

دائما احاول ان ابتعد عنهم قدر المستطاع لأنني كنت لا اتقن اللغة بشكل صحيح

و مع مرور السنين ادركت بأن احسن خطوة قمنا بها هي الذهاب الى اسبانيا.

و في ذلك الوقت كان والدي يذهب بعض الاحيان الى مشاهدة دوري الدرجة الثانية

اما دوري الدرجة الاولى فكانت اسعار تذاكره غالية جدا و الى الان صراحة غالية

و لكن لحسن حظي في المدرسة اتى الخبر السعيد وهو ان تذهب المدرسة

الى ملعب الكامب نو في برشلونة كسفره سياحية لإستطلاع الملعب وادلاء بعض المقترحات

من الطلاب في سفرتهم.

انا لم اصدق الخبر في البداية فقد كانت تلك الايام اسعد لحظات حياتي

و انستني تلك الايام الحزينة التي قضيتها في بلدي الجريح

ثم دخلت الى الملعب فإذا بي ارى اللاعبين في حصتهم التدريبية يتدربون

قلت في نفسي هل هذه حقيقه!!!

واحزروا من لمحت عيناي اولا ؟؟؟؟؟

اللاعب المخضرم بويول و لكنه لم يكن مشهورا كما هو الان

و رأيت ايضا كلايفرت الهولندي عندما كان يلعب مع برشلونة ايضا

فأنتظرت حتى ينتهي التدريب وبعدها يسمح للطلاب بأخذ تواقيع اللاعبين

فعندما انتهى التدريب ركضت مسرعا الى بويول فقلت له ارجو ان توقع لي

و عندما رآني قال لي:من اين انت. فقلت له من العراق ثم رأيت الدهشة في وجهه وقال لي

احقا يوجد مشجعين لبرشلونة هناك فقلت له اكيد ولكن سرعان ما اتو جميع الطلاب وتحاشدوا عليه

فلم استطع حينها اكمال حديثي معه . الا انه كان يراني عندما يصافح الاخرين و يوقع لهم

فلم يكن يصدق بأنني من العراق ولكن للأسف سرعان ما ابعدونا الحراس واغلقوا الابواب

كنت كلما امشي في الشوارع ارى الشباب يلعبون كرة القدم بشكل ملفت للنظر و في كل منطقة توجد عدة

ملاعب مخصصة للسكان اللذين يعيشون في تلك المنطقة وبإتقان تام و عشبها صالح للعب تماما

و كثيرا ما كانوا يتكلمون عن ريال مدريد و برشلونة كان ايضا يحدث شجار كبير بينهم

في بعض الاحيان و لكنني والحمد لله لم اشترك في شجار واحد ولكنني كنت مع برشلونة دائما

ليس لأن الريال افضل او برشلونة الافضل ولكن لزيارتي الى ملعب الكامب نو ولقائي مع

بويول.

و من هنا بدأ عشقي لهذا الفريق الرائع وهو الان يقدم كرة قدم مليئة بالمتعة واصبح والدي يعشق الفريق لعشقي له

وفي العام الماضي حين تغلب الفريق بالثلاثية ثم رباعية ثم خماسية لم اتمالك نفسي وبالأخص عندما

اشاهد بويول وهو يرفع الكأس تتساقط دموعي وحدها فقد كان شعور لا يوصف ابد

ومع ذلك انا لا انكر قوة فريق الريال البطل فهو لا شك الافضل تاريخيا و مشجعوه

و جماهيره اكثر من برشلونة طبعا.

و الان انا اتمتع و الحمد لله بكل شي ان كان من الناحية الثقافية او الناحية الاقتصادية

و كل هذا الفضل يعود لله اولا ثم الى بلدي الاخر اسبانيا والى كرة القدم الاسبانية

وفي الختام اعزائي القراء اقول لكم بأنني كتبت القصة بإختصار شديد و مع ذلك فالموضوع اصبح طويل

و لذلك سميت العنوان بإسم (قصة انسانية في كوورة اسبانية) تحياتي لكم جميعا.