مدريد....و الثقافة المنهارة!!!

بعد التحية و السلام...........

عجيب هو ذاك الطريق الذي تسلكه مدريد!! عجيبة هي تلك المفاهيم التي تغيرت و ( تعولمت) بين ليلة و ضحاها!! و الاعجب و الاغرب من كل ذلك هو طريقة (تشخيص) الداء الذي ما زال ينخر في مدريد, و وضع ( الدواء) الشافي له!!!

هل كانت مدريد تعاني من (نوعية) اللاعبين و (جودتهم) حتى تتم الحلول بهذه الطريقة؟؟!! لماذا لم يهتم القائمين على النادي بهذه (المسألة) الملحة قبل عشر سنوات مثلا؟؟ ما الذي تغير؟؟ و لماذا دخل الريال نفقا مظلما منذ أكثر من عقد و تحت نفس الرئاسة؟؟

لنضع هذه التساؤلات بطريقة أوضح! هل يجرؤ أحد في هذا العالم على الادعاء ( مثلا) أن راؤول ينتمي للريال أكثر من كاسياس؟؟ و هل يجرؤ هذا الشخص نفسه على القول بأن راؤول أكثر ( أخلاقا) من كاسياس؟؟ فان كان الجواب واضحا, و هو كذلك بنظري, فلماذا يبكي كاسياس و يضحك راؤول؟؟

أعتقد أن ما حدث في اللقاء الاخير للريال مع اشبيلية قد لخص الكثير من الامور, حول العولمة و مفهومها, و حول الانتماء و تطوره!! لا تفهموني خطأ!! فأنا لا أنتقد راؤول, و لن أفعل بحال من الاحوال!! فقد كان يوما ما يفكر (بالطريقة) المدريدية الحقيقية, و لا يلقي بالا للاعلام من حوله! لكنه يبقى مثالا حيا بالنسبة لي حول المفاهيم المتغيرة في (ثقافة) مدريد!

ففي الاسابيع الاخيرة, قيل لنا بأن راؤول هو صاحب أعلى لياقة بدنية في مدريد! و أنا لا أشك في ذلك! فأين ذهبت هذه ( اللياقة) في تسخيرها للصالح العام؟؟ يبدو لي جليا أن هنالك شيئا ما قد تبدل في داخل هذا اللاعب! و أنا أستشهد براؤول فقط لأنه اللاعب ( القديم الجديد) داخل المنظومة المدريدية!! لماذا تغير هذا ( النفس) في داخل هذا اللاعب؟؟ بل لماذا أضحى هذا اللاعب جزءا مهما من ( العولمة ) البيريزية المريرة؟؟

كنت امل في السنوات الاخيرة انقاذ ما تبقى من ( ثقافة) مدريد المنهارة!! و اذا بي أكون شاهدا على مرحلة جديدة و خطيرة و على نقلة نوعية أودت بكل ثقافة الاجيال المدريدية نحو الهاوية!! يبدو أن هذا الهرم الشامخ المسمى (مدريد) قد تقهقر أمام هرم بشري أكبر منه , يسمى ( فلورنتينو بيريز)!! فهل يستطيع أن يجيبني أحد الان و بكل موضوعية على تساؤلي: أيهما أكبر, و أيهما أكثر تأثيرا على الاخر : مدريد أم بيريز؟؟؟؟

و قبل الاجابة عليكم أن تأخذوا بعين الاعتبار كل ما دار و يدور في مدريد منذ أكثر من عشر سنوات!! نعم, لقد فرحت لقدوم بيريز في المرة الاولى, لأسباب اقتصادية بحتة, و مع مرور الوقت و اتخاذ القرارات العشوائية, أدركت أن في الامر مسألة تفوق فكرة ( رئاسة النادي) و صلاحياتها!! لماذا لا تؤثر ( الكتيبات) التي يوزعها بيريز على اللاعبين حول (الالتزام) و (الاحترام) و ( التعامل), على طريقة تفكير و فلسفة لاعبيه؟!! فلو أخذنا الامر بتجريدية واضحة لاعتبرنا أن هذه ( التعاليم) مؤثرة و حيوية في بناء شخصية اللاعب الرياضية و الخلقية!! فلماذا اذن لا تؤتي ثمارها ( بالانتماء) الى هذا الكيان المدريدي الشامخ؟؟

لنقل بطريقة اخرى: هل كانت هذه (الكتيبات) هي السبب في جعل لاعب مثل كاسياس غيورا على فريقه؟؟ لا أعتقد. لماذا؟؟ ببساطة , لأن كاسياس قد تشرب (ثقافة ) مدريد و رضعها في مهده!! و هكذا, فان هذه ( الثقافة) المسلوبة من قبل الادارة المدريدية و أتباعها قد أصبحت جزءا ضئيلا, بل يكاد يكون في حكم المنتهي, ما لم ينتبه لها المدريديون ( الحقيقيون)!

اسف على الاطالة.......فللحديث تتمة!