المانيا بين المنطق و الذات

السلام عليكم

لقد قدم لوف من خلال التشكيلة المتوجهة الى روسيا دليلا اخر - لمن لا زال لديه شك في ذلك - ان اختيار لاعبي المنتخب يتم وفق معايير ذاتية لا منطقية

فقد صارت الحسابات الشخصية و جبر الخواطر المعيار الوحيد الذي يتحكم في انتقامات - عفوا - في انتقاءات هذا الرجل لاسماء اللاعبين في كل مباراة بشكل اصبح واضحا للقاصي والداني

صحيح ان لكل مدرب في مخيلته 13 او 14 اسما يضعهم كقاعدة لاختياراته حفاظا على اسس و توازن الفريق - وهنا اتحدث عن المنتخبات - لكن هذه الاسماء نفسها تظل خاضعة لمعيار الجودة فهي ليست قرآنا منزلا ولا تعاليم سماوية خاصة في ظل تواجد اسماء اخرى متالقة و تدور في نفس الفلك مع سابقيها .

من هنا كان جديرا بالسيد لوف ان يعطي تفسيرا لضمه اسماء لا تحمل من كرة القدم سوى الصفة الشتوتغارتية بل و تعدى الامر الى درجة التجنيس !!!

نقطة اخرى تستحق الذكر و هي ما اسميه تهميشا جماعيا لبعض الفرق و الحديث هنا بالاساس عن بريمن و دورتموند : الكل شاهد التالق الملفت للعملاقين فايدنفيلر و فيسه بشكل جعل الكل يطالب بمنحهم على الاقل فرصة الظهور مع المنتخب خاصة انهم يلعبون في مركز يعتمد بالدرجة الاولى على الخبرة لكن لوف يصر على اسماء - رغم تالقها - تظل صاعدة و قد كلفنا ذلك غاليا امام الانجليز كمثال ... اسماء اخرى كانت و لا تزال من ضحايا لوف مثل كييل و كرينغه اللذان تالقا بشكل لافت خلال الموسم الماضي دونما التفاتة من لوف ... و لن ننسى النجم الصاعد ارون هانت ذو اليسرى الساحرة الذي يتالق مباراة بعد اخرى رغم عودته من الاصابة ... هذا طبعا دون الحديث عن قضية فرينغز ...

حينما خرجت المانيا من يورو 2000 تقبلنا ذلك بصدر رحب مؤمنين بان المانيا تعيش ازمة لاعبين و الاقصاء هو نتيجة طبيعية لذلك و حينما خرجت من يورو 2004 تقبلنا ذلك ايضا بصدر رحب و كان عزاؤنا اذاك في كون المنتخب يعيش مرحلة اعادة بناء ... اما في 2010 فان المانيا تعيش انفجارا ديمغرافيا للمواهب بكل ما تحمل الكلمة من معنى تضاف الى اسماء وصلت الى سن النضج الكروي و اخرى ذات التجربة الطويلة اذا امتزج كل هذا بكلمة المانيا فان ذلك يجعل اي نتيجة اخرى غير بلوغ القمة مرادفا للفشل في ابشع تجلياته و موقعة موسكو كفيلة باقتلاع الشجرة التي تخفي الغابة حينئذ لن ينفع لوف لا كاكاو و لا شوكولاتة ...

و السلام على من اتبع الهدى